الفنى المبدع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عالم يتألق ليغزو سماء الفكر المتقدم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشورى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
loverpirate
مبدع جديد
مبدع جديد



ذكر
عدد الرسائل : 27
العمر : 31
العمل : طالب ثاني ثانوي
تاريخ التسجيل : 30/03/2008

الشورى Empty
مُساهمةموضوع: الشورى   الشورى I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 02, 2008 9:07 am


"الشورى أو أخذ الرأي مبدأ شرعي ومفهوم سياسي إسلامي من المفاهيم التي حثّ عليها الشّرع الحكيم وجعلها ميزة من أبرز الميزات التي تميز نظام الحكم وإدارة شؤون المجتمع.

ومن الناحية اللّغوية فإنّها من شاور واستشار أي طلب المشورة وهي اسم من المشاورة، وتشاور أي استخرج ما عنده من رأي.
وفي الجانب الاصطلاحي فإن تعريفات العلماء تكاد تكون متوافقة وإن اختلفت تعبيراتهم، فقد عرفها الراغب الأصفهاني بأنها استخراج الرأي لمراجعة البعض للبعض، وعرفها ابن العربي بأنها هي الاجتماع على الرأي ليستشير كل واحد صاحبه ويستخرج ما عنده.
كما عرفها بعضهم من المحدثين بأنها النّظر في الأمور ممّن يعنيهم ومن أهل الرأي وأصحاب الاختصاص لاستجلاء المصلحة المفقودة شرعا وإقرارها وهذا التعريف يمكنه أن يعم وينسحب على عمل أمر تجري بشأنه مشاورة سواء على مستوى الأسرة أو الدولة أو المنظومات الوطنية الداخلية وحتى الخارجية، كما ينسحب من باب أولى على سلطة التشريع والرقابة كما يقول الدكتور زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب في كتابه نظام الشورى في الإسلام ونظم الديمقراطية المعاصرة.

حجية الشورى:
أما عن حجّيتها فإنه في البحث عن أدلة حجّية الشورى في القرآن الكريم نجد أن الآيات نصّت عليها في موضعين من خلال آيتين شهيرتين وإن كان القرآن الكريم قد أشار إلى الشورى في بعض الآيات الأخرى، فالآية الأولى بسورة آل عمران في قوله {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}آل عمران 159.
فقد أمر الله تعإلى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يشاور قومه في الأمر وفي المشاورة فائدتان على الأقل:
- تأليف القلوب وإشاة المودة بينهم نتيجة للمشاورة.
- تعويد المسلمين على هذا النهج في معالجة الأمور لأن الرّسول صلّى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة لهم إذا كان يلجأ إلى المشاورة فهم أولى أن يأخذوا بها.
والآية الثانية في السورة التي حملت نفس اسمها في قوله تعإلى من سورة الشورى {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}الشورى:38.
حيث بيّن الله تعإلى أن الشورى هي إحدى الدعائم التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي وجاء ذكرها تاليا مباشرة بذكر الصلاة دليلا على أهميّتها ثم سورة الشورى مكية النزول فيما عدا أربع آيات ليس من بينها الآية التي تنص على الشّورى ومعروف أن الآيات المكية لم تتميز بطابع الأسلوب التشريعي ووضع الأحكام بل جاءت لتؤكد على المقصد الأول من الدين هو إقرار العقيدة.
كما تؤكد التجربة التاريخية أنه ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم لأن الشورى كما قال ابن العربي ألفة للجماعة ومسبار للعقول وسبب إلى الصواب فمدح الله المشاورة في الأمور بمدح القوم الذين يتمثلون ذلك ويطبقون الشورى في سلوكهم.
كما نجد الإشارة إلى الشورى في سورة طه في قوله تعإلى {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}طه 29-32. وقد استشهد بهذا النص كدليل على أهمية المشاورة القاضي أبو الحسن البغدادي ذكر أن الله تعإلى إذ حكى عن نبيّه موسى عليه السلام هذا القول بهذه الآيات فإننا نفهم منه أنه إذا جاز ذلك في النبوّة كان في الأمة أجوز، كما أورد القرآن في سورة النمل إشارة إلى صورة من صور الشورى في قصة ملكة سبأ في قوله تعإلى:{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ }النمل 32. وقد ذهب العلماء في تفسير هذه الآية إلى أن الملكة بلقيس ملكة سبأ طلبت من قومها أن يشيروا عليها في الأمر الذي نزل بما عندهم هذا الرأي فما كان لها أن تمضي حكما حتى يحضروا ويكونوا شاهدين.
أما فيما يخص السنة قولية كانت أو فعلية أو تقريرية فقد حفلت السنّة الفعلية بما يثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم شاور أصحابه في عدة أمور وفي جملة المواقف حيث نجد الكثير من الأمثلة على ذلك في كتب التاريخ والتفسير والحديث فقد عبر عن ذلك الصحابي أبو هريرة بقوله: "لم يكن أحد أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
فكان يستشيرهم في السلم وفي أمور الحرب بل وحتى في خاصة أمره، كما روي عنه في حادثة الإفك، كما استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في ثلاثة مواقف بغزوة بدر فلم يصدر إليهم الأمر بالحرب دون مشاورتهم، وعند المعركة برزت صورة أخرى للشورى إذ تقدّم المنذر بن الحباب يعرض مشورته على الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه وقد أقرّه الرسول صلى الله عليه وسلم على مشورته وعمل المسلمون برأيه.
وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على الغنائم والأسرى استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر في الأمر.
وفي السنة القولية جاءت أحاديث كثيرة تدل على هذا المبدأ منها قوله صلى الله عليه وسلم: "ما خاب من استخار وما ندم من استشار".
كما كانت أول خطوة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم هي اجتماع أهل الحل والعقد من الصحابة لاختيار رئيس الدولة حيث سمّي الذي تم فيه تداول الرأي يوم السقيفة لاختيار رئيس الدولة الإسلامية يوم الشورى، كما كان أول عمل سياسي يمارسه أول رئيس للدولة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هو قيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه بمشاورة الصحابة في أمر من منع الزكاة، ويقول ابن الجوزي: كانت النازلة إذا نزلت بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليس عنده فيها نص عن الله تعالى ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع لها أصحاب رسول الله ثم جعلها شورى بينهم.
من هنا يتبين أن الشورى مبدأ شرعي في السياسة والحكم وتنظيم شؤون المجتمع فهي سبيل من سبل التكامل من خلال تبادل الرأي من أجل استخلاص الصواب في القرار والحلول كما أنها أسلوب في المشاركة الاجتماعية والسياسية لذلك دعا إليها الإسلام وحث على الأخذ بها وطبقها الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة صور عملية فلم يضع لها صورة محددة ولا إطارا محددا أو نظاما تفصيليا معينا بل ترك تفصيلاتها وتطبيقاتها وإبداع آلياتها للاجتهاد، شأنها في ذلك شأن منهج الإسلام في الموضوع السياسي أين يكتفي بتقرير الكلّيات وإرساء الأصول العامة تاركا التفصيلات الجزئية للاجتهادات التي تتطور عبر الزمن ومتغيرات المكان حيث تتخذ الشكل الملائم لتحقيق المصلحة والمقاصد، فتطور الآليات يخضع لتطور التجارب الإنسانية وتراكم الخبرة العلمية.
لهذا ترينا التجربة التاريخية للمجتمع الإسلامي صيغا متعددة للممارسة الشورية.
وإذا كان للشورى أهمية كبرى في تنظيم أي كيان وفي إدارة أية هيئة أو مؤسسة بل وفي إدارة شؤون الدولة، فقد حرص الشارع الحكيم على إيحاد هذه الممارسة في الحياة السياسية والتأكيد على وجود حالة من المراقبة المستمرة بين الحكام والمحكومين ليتمخض القرار السياسي مستوعبا ما لدى النخبة والجماهير.
وعن أصولها وأبعادها، يمكن أن نقول أن الشورى هي نظام وخلق تحمل معنى تعبديا يتقرب به الفرد إلى ربّه فضلا عن كونها أسلوب لإدارة الشؤون ومعالجة المشاكل وإيجاد الحلول التوافقية.
وهنا تبرز أهمية نظام الشورى في القوة القانونية لما يصدر عن أهل الشورى، فالأمر إذا صدر عن الشورى يحصل به الترجيح.

أهل الشورى:
جاء التعبير عنهم بتعبيرات مختلفة كأهل الحل والعقد أو أهل الإجماع أو علماء الأمة وغيرها فقد سمّاهم الماوردي بأهل الحل والعقد محددا إياهم بشروطهم لا بفئاتهم وفقهاء الحنفية يعتبرونهم الأشراف والأعيان، والإمام القرطبي نقل عن ابن عطية أنهم أهل العلم والدين، والإمام النووي يعتبرهم العلماء والرؤساء ووجوه الناس.
أما فقهاء الإسلام المعاصرين فقد تكلموا عن أهل الشورى باعتبارهم الهيئة التي تنوب عن الأمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة، ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل.
أمّا عن شروط أهل الشورى فقد يكون الماوردي هو أول من أوجب توافر شروط معينة في أهل الشورى في سياق حديثه عن اختيار الخليفة أو الإمام حيث يقول: "أما أهل الاختيار فالشروط المعتبرة فيهم ثلاثة: العدالة الجامعة لشروطهم، العلم الذي يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فيها، الرأي والحكمة المؤديان إلىاختيار من هو للإمامة أصلح".
والإمام محمد عبده حينما أوجب طاعتهم اشترط أن يكونوا من المسلمين وألا يخالفوا نصوص القرآن والسنة وأن يكونوا مختارين في آرائهم".
ويقول الشيخ محمود شلتوت: "أن يكونوا من أهل العلم والبصر بأمور الدين والدنيا ومن ذوي الرأي والخبرة في نواحي الحياة المختلفة".
ويرى فقهاء فقهاء الإسلام المعاصرين أنّ أهل الشورى هم الهيئة التي تنوب عن الإمة في مباشرة سلطات السيادة من اختيار وتشريع ورقابة ويعرفونهم بتعريفات تتفق في المدلول وتختلف في التفصيل.

الشورى والديمقراطية:
الديمقراطية تنظيم وآلية سياسية تسمح بتنظيم الحياة السياسية والاجتماعية عن طريق حرية اختيار الشعب لممثليه في الحكم من خلال الإرادة الشعبية السيدة بما يسمح بالتداول على السلطة والرقابة والمعارضة -أغلبية تحكم وأقلية تعارض- في ظل أطر قانونية تمارس فيها كل هذه المهام من مختلف الأطراف.
والشورى كما عرفنا سابقا هي حالة متقدمة من المشاركة السياسية والاجتماعية بكل روح المسؤولية والحرص على حسن إدارة منظومات المجتمع السياسية والاقتصادية وغيرها في إطار من التنظيم التشريعي والثقافة والقيم.
وإذا كانت الشورى مبدأ عاما يتعين إقراره واعتباره في كل دولة أو هيئة في أي مكان وأي زمان وأي قوم لا سيما بعد أن دلت التجارب التاريخية على اضطراد هذا المبدأ ونفعه إلا أنه في تطبيقاته لم ترد صيغة أو نظاما معينا لهذا المبدأ بل حتى لم يعدد لنا صور له لنختار منها ما يقتضيه المكان والزمان بل ترك الاختيار والاجتهاد لأهل العصر لتنظيم الشورى عبر آليات ومؤسسات.
والأمر ذاته ينطبق على أهل الشورى، وأهل الحل والعقد كما يقول الأستاذ عبد الرحمن عزام ذلك أن تعيينهم ليس بالأمر الهين فهم في المدينة غيرهم في البادية وهم في البادية غيرهم في العواصم ومراكز الاكتظاظ والصناعة فهم في عصر من العصور العلماء المتبوعين وفي غيره المتغلبون النافذون في العشائر والأوطان والممالك وفي عصرنا قد يكونون بين رؤساء الأحزاب والنقابات وغيرهم، وهكذا يختلف النظر بالنسبة لأشخاصهم وبالنسبة لاختيارهم وتعيينهم باختلاف الأقوام والعرف والعادات والأزمان ليكونوا أهل الرأي في البيعة وأهل الشورى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
admin 2 bahaa
مبدع جديد
مبدع جديد



ذكر
عدد الرسائل : 35
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 18/01/2008

الشورى Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشورى   الشورى I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 02, 2008 10:34 am

مشكور على الموضوع الرائع
دمت بود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشورى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفنى المبدع :: الفنى المبدع الأسلامى :: آلمًنْتُِِّْـِِّـِِّدًٍى آلآسٌِِّـِِّـِِّـِِّـِِّلآمًـِِّـِِّى آلعًٍـِِّـِِّـِِّآمً-
انتقل الى: