استشارات نفسية واجتماعية

الرتبه عدد الرسائل : 218 تاريخ التسجيل : 30/07/2007

أكتب لك هذه الرسالة وأنا في غاية الألم والتعب النفسي الذي جعلني عاجزة عن عمل أي شيء. مشكلتي هي مرض والدتي، التي تُعاني من مرض السرطان الذي استشرى في جسدها وأصبحت طريحة الفراش في المنزل تتناول الأدوية المخففة للآلم مع أن هذه الأدوية أصبحت لا تُجدي نفعاً في تخفيف آلامها.

أنا مرتبطة جداً بوالدتي منذ الصغر فقد كانت هي الصديقة والشقيقة وكنّا كأنما نحن صديقات وأخوات وتعلقت بها جداً. تزوجت ولكني لازلت مرتبطة جداً بها ورؤيتها وهي تتعذب من جرّاء آلام المرض وما أفُكر به دائماً هو أن يحصل لها شيء لا سمح الله. دائماً أفكر ماذا أفعل لو حصل لها أي مكروه لا سمح الله. أصبحت متوترة دائماً.

خائفة طوال الوقت، كل ما حصل شيء ولو حتى امراً بسيطاً فإني أُصاب برعب وهلع ولا أدري ماذا أفعل. مللت هذه الحالة من الحياة، أصبحت أخاف أن يحدث أي مكروه لأولادي أو أشقائي، دائماً في حالة ترّقب لاخبار سيئة، أصبحت معظم وقتي ابكي ولا أستطيع أن أرُكّز في شيء.

أرجوك أن تُجيب عن رسالتي ماذا أفعل من خوفي أن يحدث أي مكروه لوالدتي وهي مريضة بمرض سرطاني جعلها لا تتحرك وانا مرافقةً لها طوال الوقت ولا أعرف كيف سأعيش لو حدث لها مكروه لا سمح الله. أشعر بأني سوف أضيع في هذه الحياة لو حدث لوالدتي مكروه.. أشعر بأني لن أستطيع مواصلة الحياة بعدها، مع أن لدّي زوجاً مُتفهماً وعائلة تدعمني وابناء صغار بحاجة إلي.. هل أحتاج إلى أدوية نفسية وعلاج نفسي أم ماذا أفعل.

خالص شكري وتقديري لمجهوداتكم ...

م.م

- الأخت الفاضلة، كان الله في عونك في هذا الوقت العصيب. إن ما يحدث لوالدتك حقيقةً أمر مؤثر جداً ولكن هذه إرادة الله وقدره الذي يسري على عباده. أقُدر جيداً تعلّقك بوالدتك ولكن يجب أن تفُكري بصورة إيجابية في حياتك، أنتِ في الوقت الحاضر بحاجة إلى مراجعة طبيب نفسي فأعتقد بأنك تُعانين من اضطراب قلق متنوع مع نوبات اكتئاب وانت بحاجة إلى دواء مضاد للقلق وكذلك دواء للاكتئاب؛ لأن حالتك صعبة في ظل هذه الظروف الحياتية، خاصةً مرض الوالدة التي تُعد بالنسبة إليكِ الصديقة والشقيقة وكنتما تعيشان كصديقتين.

فلا شك أن فراقها أمرٌ في غاية الصعوبة لكن الصبر عند المصيبة هو الايمان الحقيقي.. نعم أعرف الضعف البشري خاصة عندما يكون الأمر ماثلاً أمام عينيك وأنتِ ترين والدتك الحبيبة تتألم من مرض خبيث ولكن ربما كان في ذلك خير لها وتخفيفاً لها وأجراً عند الله سبحانه وتعالي الذي يُقّدر الأمراض والصحة لخلقه، وهو أعلم بكل شيء.

أنتِ أيضاً بحاجة إلى المساعدة من الأشخاص المقرّبين منك في دعمك نفسياً وعاطفياً وتقوية عزيمتك، وشحذ إيمانك في هذا الموقف الصعب، بالتأكيد سوف تُساعدك الأدوية النفسية لفترة جيدة حتى تتجاوزين هذه الأزمة.

كان الله في عونك وتذّكري دوماً بأن هذا قدر الله الذي قدّره على والدتك ولله في خلقه شؤون.! فأصبري وأستعيني بالصبر والصلاة والدعاء لها بأن يختار الله ما فيه خير لها.

منقووووووووووووول

وبالله التوفيق

جزاك الله كل خير اخى وسلمت يمينك